رحلة اﻷلم واﻷمل

 صباح الخير

تعتبر الصحة من أهم عناصر السعادة و الرفاهية فى حياة اﻹنسان .إلا إن الحياة قد تفاجئنا بمحن وتحديات تفوق قدرتنا البشرية على التحمل.
إن المرض هذا العدو القاتل الصامت يقف كشبح مخيف فى وجه اى إنسان ويهدد بتدمير حياته وحلمه ولكن فى هذه المرحلة الصعبة ينهض اﻹنسان بعزيمته وصبره ليواجه المرض ويبحث عن اﻷلم فى طيات الظلام.


ويعد المرض من أهم التحديات البشرية فهو يولد الضعف واﻷلم ويشعل النار فى جسد اﻹنسان لذلك يجب على اﻹنسان أن يهاجمه ويحاربه بكل الطرق الممكنة وهو ابتلاء من الله يصيب به الطائع والعاصى ، الصالح والفاسد وما من احد الا وابتلاه الله بالمرض او بأحد من حوله ممن يحب
ثمانية لابد منها على الفتى       ولابد ان تجري عليه الثمانية
سرور وهم وإجتماع وفرقة    ويسر وعسر ثم سقم وعافية
فالمرض وان كان فى ظاهره ابتلاء ومحنة إلا إنه فى طياته يحمل العديد من المنح الربانية وعطايا الهية ليس لها حدود 
فعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ولا الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " رواه البخارى .
فثمرات الصبر على البلاء فى السنة النبوية كثيرة منها تكفير الذنوب ورفع الدرجات
فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم :" إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله فى جسده أو فى ماله أو فى ولده ثم صبره علي ذلك حتى يبلغ المنزلة التى سبقت له من الله تعالى"  . رواه أبو داوود وصححه الألبانى
        .
يعتبر المرض نتيجة لاضطراب فى صحة الجسم، حيث يهاجم اﻷعضاء واﻷنظمة الحيوية مسببا التعب واﻷلم والضعف ، يمكن أن يكون المرض ناتج عن عوامل وراثية ،او عدوى بكتيرية أو فيروسية بدءا من نزلات البرد واﻷنفلونزا إلى أن نصل للامراض الخطيرة مثل السرطانات وغيرها أو حتى اﻷنظمة الغذائية الغير صحية

على الرغم من أن المرض يسبب اﻷلم والضعف إلا إنه يولد الشجاعة فى النفوس ،يبدأ الفرد فى التعامل مع المرض بشجاعة وإيجابية ويتعلم كيف يواجه التحدى ويكافح  للشفاء ، قد يتعلم المريض الكثير عن قدرته الداخلية وقدرته على التغلب على الصعاب ، يمكن أن يصبح المرض قوة دافعة ومصدر هائل للنجاح والتفوق فى الحياه .
يجب علينا ألا ننسى دور اﻷسرة واﻷهل فى دعم المريض ماديا و معنويا فالحب والرعاية التى نقدمها للمريض تمنحه القوة والشجاعة لمحاربة الامراض والكفاح للوصول إلى الشفاء .
إن العلماء واﻻطباء والممرضين يعملون بجد للتغلب على التحديات الصحية والوصول إلى علاجات فعالة فهم ينهضون يوما بعد يوم ويواجهون كل تحد جديد بالشجاعة والتصميم. 
فى النهاية يجب أن نعلم أن المرض ليس نهاية العالم إنما هو إختبار من الله لمعرفة مدى تسليمنا لقضاء الله وقدره وقوة صبرنا على البلاء 
يمكن أن يكون المرض  قوة دافعة لتحقيق اﻷشياء التى لم نكن نعتقد أننا يمكننا القيام بها
لا تدع المرض يحد من طموحاتك بل اجعله يعزز إصرارك على الشفاء والحياة
نسأل الله العافية والشفاء لكل مرضانا ومرضى المسلمين 
               اللهم آمين
                              غدا نلتقى
                                DAK

تعليقات