حياة القلوب

 صباح الخير

نعرف جميعا ان المرأة هى نصف المجتمع و نعرف اهمية دورها فى بناء المجتمع ولكنى اتحدث معكم اليوم عن دور المرأة عندما تكون أم . واتحدث عن أم تتميز حياتها بالتحديات والصعوبات العديدة .إن توثيق قصة هذة المرأة يعزز الوعى بأهمية دور الأمهات فى بناء المجتمع هذه الام هى السيدة الفاضلة   حياة حسن على الحبال

ولدت هذ السيدة فى القاهرة فى 28 من ابريل عام 1947م فى أسرة متوسطة ولدى هذه الاسرة 6 من الأبناء واكبرهم هى هذه السيدة. منذ نعومة أظافرها علمها أبوها قيم العمل الجاد والمثابرة وتعلمت أيضا أهمية العائلة والمسئولية فتشاركت مع والدتها فى  رعاية أخواتها الصغار . وفى التاسعة من عمرها كانت تجيد الطهى ورعاية المنزل وتعلمت من أمها الأشغال الطرزية مثل أشغال الكانفاه والتريكو . حصلت على شهادة اتمام الدراسة الثانوية القسم العلمى وهى ذات التسعة عشرة ربيعا.

تزوجت "حياة " وهى فى العشرين من عمرها و عملت فى احدى الشركات الحكومية التابعة للقطاع العام وهى الشركة المصرية للحوم والدواجن.

 وانجبت طفلها الأول فتغيرت حياتها بشكل كبير. واجهت اول التحديات الجديدة عليها مثل تلبية احتياجات ابنها وتوفير حياه آمنة ومحبة له. فشغلت وظيفتين لكى تساعد زوجها على صعوبات الحياة. استخدمت قوتها الداخلية ومهارتها فى التخطيط والتنظيم لتكون أما استثنائية.

بعد فترة من الزمن انجبت الطفل الثانى ولكنها كانت طفلة مريضة. منذ ولادتها وحياتها مهددة بالإنتهاء لسرعة تكسير الدم وعدم معرفة الأطباء للسبب وراء ذلك . عانت "حياة" الكثير والكثير من أجل الحفاظ على حياة طفلتها وعلى الىغم من زيادة المسئوليات والتحديات . استمرت فى تقديم الحب والرعاية لطفليها، عانت من الإرهاق والتعب مع مرض إبنتها ما لا يقدر على تحمله بشر لكنها لم تستسلم أبدا  بالعكس استطاعت تحقيق التوازن بين عملها وحياتها العائلية من حيث التغذية السليمة و اعباء المنزل ورعاية إبنتها المريضة.

غرست "حياة" فى اطفالها القيم والمبادئ الأخلاقية العالية فتعلموا منها قيم الإحترام و العمل الجاد والمثابرة 

كانت دائما تحلم باستكمال دراستها الجامعية وعندما التحق  أولادها بالمرحلة الثانوية إلتحقت بكلية التجارة بالجامعة المفتوحة وحصلت على درجة البكالوريوس بتقدير جيد جدا وتدرجت فى عملها حتى وصلت لدرجة مدير إدارة 

توفى عنها زوجها وهى فى سن السابعة والأربعون وانهى ابنائها دراستهم الجامعية .تخرج الولد من كلية الهندسة قسم الإتصالات جامعة بنها وعمل بالبنك التجارى الدولى، وتخرجت الأبنة التى كانت مريضة فى طفولتها من كلية الإقتصاد المنزلى قسم الملابس وعملت مدرسة ثانوى فى إحدى مدارس الثانوى الصناعى

اليوم "حياة حسن" هى جدة لسبعة من الأحفاد لقبها اخوها ب"حياة القلوب" تهوى شغل التريكو والكانفاة ويمتلئ بيتها بالعديد من اوحات الكانفاة الحائطية من صنع يديها وتصنع لنفسها ولأولادها وأحفادها البلوفرات الشتوية من صنع يديها.

وفى الختام نستطيع أن نقول أن قصة "حياة القلوب"  هى مثال للقوة والتضحية والحب العميق. انها تجسد المثال الحى للأمومة الحقيقية والتزامها برعاية ابنائها.

كل التقدير والإحترام والعرفان بالجميل لهذه السيدة نهر الحنان الذى لا ينضب أبدا ويسقى كل من يعرفها ، باب العطاء المفتوح دائما ولا يغلق فى وجه أحد .

إلى كل من تريد ان تكون أم ، إلى كل أم حديثة العهد ، إلى كل إمرأة تعلمن من البطلة الحقيقية فى عالم الأمومة                                                        " حياة القلوب"

                              غدا نلتقى


   




تعليقات