صباح الخير
فى عالم يتلاشى فيه الحب ويندثر الاحساس بات من الصعب الحصول على الحب الحقيقى ولكن هناك حب لا يعرف الزمن ولا يتأثر بمتغيرات العالم إنه حب الله.
حب الله هو الحب الاعظم والأقوى والأعمق. هو الاستسلام الكامل والانغماس العميق فى رحمة الله ومحبته.
حب الله يذوق به المؤمن حلاوة الايمان .ورد فى صحيح البخارى عن انس رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم:
" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله ومن يكره ان يعود فى الكفر بعد إذ أنقذه الله كما يكره ان يقذف فى النار". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمؤمنون على ثلاث مراتب فى المحبة:
المرتبة الاولى: كامل المحبة لله وهو من التزم الواجبات والسنن واجتنب المحرمات والمكروهات. وهذا حال الأنبياء والأصفياء من هذه الأمة.
المرتبة الثانية: مقتصد المحبة لله وهو المقتصد فى عمله فواظب على الواجبات وترك المحرمات ولم يتزود من الصالحات وهذا حال عامة الصالحين.
المرتبة الثالثة: ناقص المحبة لله تعالى وهو من قصر فى فعل الواجبات وترك المحرمات واسرف على نفسه بالسيئات وهذا حال اهل الغفلة والهوى من هذه الأمة.
وهناك أسباب تجلب المحبة لله عز وجل:
● إخلاص النية لله فى العبادة.
● تلاوة القرآن وتدبر معانيه.
● الإكثار من ذكر الله آناء الليل والنهار.
● المواظبة على الصلوات الخمس فى بيوت الله.
● الإنفاق فى سبيل الله وايتغاء مرضاته.
● ملازمة دروس العلم ومجالس الإيمان.
● مصاحبة الصالحين والبعد عن الفاسقين.
● الإحسان الى الناس والنصح لهم.
● الصبر والإحتساب عند البلاء والرضا يالقدر خيره وشره.
● كثرة النوافل والأعمال الصالحة.
مثل ما أن هناك أسباب تجلب محبة الله للعبد هناك أسباب تعيق محبته سبحانه وتعالى.
موانع تمنع محبة الله وتضعفها:
● الرياء وإرادة الدنيا فى عمل الآخرة.
● هجر القرآن والجفاء منه.
● إضاعة الفرائض والتهاون فى فعلها.
● الغفلة عن ذكر الله.
● الشح وعدم الإنفاق فى سبيل الله.
● الإشتغال بالمعاصى والملهيات الموجبة لسخط الله.
● مصاحبة أهل الغفلة والفساد.
● حب النفس وعدم النصح للناس.
● التسخط والتزجر من قضاء الله وقدره وعدم الرضا والصبر عند الإبتلاءات.
الله جل جلاله يحب الصفات الحسنة للعبد فالله يحب التوابين ويحب المتطهرين وفى آية اخرى "والله يحب الصابرين " وفى آية اخرى "والله يحب المحسنين". فالله يحب من يشاء متى يشاء والسعيد من نال محبة الله ورضوانه. وأكثر ما يقرب المؤمن من محبة الله تعالى كثرة النوافل فقد روى فى البخارى عن أبي هريرة رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله تعالى قال: من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلى عبدى بشئ أحب الى مما إفترضته عليه ولايزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به و بصره الذى يبصر فيه و يده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ولئن سألنى لأعطينه ولإن إستعاذنى لأعيذنه" صدق رسول الله.
محبة الله وتجعلنا نعيش حياة مملؤة بالسعادة والرضا وتشعرنا بالأمن والأمان وتغمر قلوبنا بالرحمة لكل البشر. عندما نشعر بمحبة الله نجد الشجاعة للوقوف أمام التحديات والمضى قدما فى الحياة . إن محبة الله هى القوة التى تحرك القلوب نحو سعادة الدارين.
غدا نلتقى
تعليقات